امرأة تنجب وتحضن المولود الجديد بعد الولادة في الماء

الولادة – ما عليكِ توقعه من هذه التجربة

إذاً، حان وقت الولادة. أن تصبحي أماً تجربة فريدة من نوعها، مليئة بالإثارة والسعادة. ولكن يمكن أن تكون مجهدة ومخيفة خصوصاً إذا كنت أنتِ الحامل خلال هذه الأيام الصعبة التي نمرّ بها.

فأنت تشعرين بتغيّرات في جسمك وتلاحظين تقلب مشاعرك، وذلك أمر مفهوم ومتوقع لأنك تتجهزين لموعد الولادة خلال جائحة عالمية. بالإضافة إلى كل ذلك، أنتِ مدركة أن حياتك على وشك أن تتغيّر إلى الأبد، وهذا أمر مخيف بالتأكيد.
بالرغم من إجراءات التباعد الاجتماعي والتحديات المرافقة لها، ما زال بإمكانكِ الحصول على تجربة ولادة إيجابية. ففي النهاية، ما زال لديك القدرة على التحكم بخياراتك.
ومن حسن الحظ، أنتِ لستِ الوحيدة، كل امرأة تمرُّ بالحمل والولادة تختبر التغيرات والمشاعر ذاتها.

التغيّرات التي يمرّ بها جسمكِ خلال الحمل

من الصعب تفويت التغيرات الواضحة التي تحدث في الجسم خلال فترة الحمل. ولكن هناك أيضاً الكثير من الأمور التي تحدث وراء الكواليس. منذ لحظة حدوث الحمل، يبدأ الرحم والمهبل والفرج في التحضير لولادة طفلك.
تلاحظ الكثير من النساء خلال الحمل تغيّر لون وحجم الشفرين، ويختبر البعض الآخر تغيّراً في حجم المهبل. كل ذلك لكي يتجهّز جسمكِ للولادة، وهذا أمر طبيعي وعادي.
وقد يكون هناك تغيرات أخرى في حال قيامك بولادة طبيعية، حيث أن جسم المرأة مصمم من أجل الولادة، فلدى المهبل القدرة على التمدد، ولكن من الشائع أن يتمزق في بعض الأحيان خلال عملية الإنجاب. فكما قالت أحد الأمهات لمشروع #احكي_اللي_جواكي : "إنها كحديقة هادئة مليئة بالأزهار الجميلة، وفجأة تتغير إلى الأبد". فإذا لديك تمزّق أو بضع الفرج (وهو شق جراحي مخطط على العجان وجدار المهبل الخلفي للتخفيف من التمزق الطبيعي) قد تحتاجين لتقطيبها، وقد يؤدي ذلك إلى تغيّر شكل الفرج وقد يؤثر كذلك على تجربة ممارسة الجنس.
الألم والجفاف شائعان أيضاً، ولكن لحسن الحظ، يمكن حلُّ ذلك مع الزيوت المرطبة فيتحسن الوضع مع الزمن. ويختبر العديد من النساء ضعفاً في قاع الحوض الذي قد يؤثر على التبوّل. ففي الحقيقة، تضاعف الولادة الطبيعية لمرتين أو ثلاث احتمال الشعور بالتوتر بسبب التبول اللاإرادي.

لا تعاملي جسمكِ بقسوة بعد الولادة

يضغط المجتمع كثيراً على المرأة بعد الولادة كي تُعيد لياقتها الجسدية كما كانت قبل الحمل. قالت لنا إحداهن: "تلقيت الكثير من النصائح حول التغذية والرياضة. شعرت كأن لدي توقعات كبيرة من جسمي".
 
ولكن كما تقول أي امرأة دخلت عالم الأمومة، فكرة "عودة الجسم للياقته كما كان سابقاً" عبارة عن توقّع سخيف. لقد قام جسمك بمهمة مذهلة خلال فترة الحمل والولادة وهو بحاجة الآن إلى الشفاء.
كان لدي بطن بارز بعد الحمل، لدرجة سألني أحد الأشخاص إذا كنت حاملاً، وكان هذا مزعجاً جداً
سيتعافى جسمك مع الوقت ويتغيّر مرة أخرى ولن يعود كما كان قبل الحمل، لكن سيصبح بحالة عادية جديدة. قد يعني ذلك تغيّر شكل الفرج بالنسبة لكِ أو ستشعرين كأن المهبل أصبح مختلفاً أو يمكن أن يكون شيئاً آخر كلياً. كل هذه التغيرات هي جزء من الولادة التي، في النهاية، قد تغيّركِ وتؤثر على نظرتكِ للعالم بشكل كبير.
ولذلك، وبالرغم من هذا الإلحاح ليكون جسمك بمظهر معين بعد الولادة، تذكري أنك أنجبت طفلاً. فهذا وقتك الخاص لتهتمي بنفسك وتعتني بجسمك وتتقبلي كل التغيرات التي نتجت عن ولادة هذا الكائن الحي الصغير.
فكما قالت لنا أحد الأمهات: "أن تكوني أماً أمر جميل، إذ لا ينبغي علينا أن نعتبر التجعدات الصغيرة الناتجة عن الحمل كذكرى لا نرغب بها بل علينا أن نراها كتذكار للهدية التي حصلنا عليها". 
لن نتمكن من التعبير عن ذلك بشكل أفضل!
إذا لديك قصة عن الولادة، ساعدينا في كسر وصمة العار التي تحوم حول هذا الموضوع من خلال مشاركة تجربتك معنا عبر #احكي_اللي_جواكي

[المصدر]

اكتشفي #احكي_اللي_جواكي