امرأة حامل تنظر إلى المرآة

يصاحب الحمل الكثير من التغييرات الجسدية والعاطفية، وقد تتأقلمين مع بعضها باستمتاع بينما قد يزعجكِ البعض الآخر قليلًا (أو حتى كثيرًا). وبغض النظر عما تشعرين به تجاه التغييرات التي تطرأ خلال حملكِ، لنلقِ نظرة على بعض أشهر تلك التغييرات حتى تعرفي ما يمكن توقعه.

على الرغم من اختلاف تجربة الحمل من مرأة إلى أخرى، إلا أن تغيير جسمك أمر محسوم تقريبًا- فهو في نهاية المطاف يتكيف لإيواء شخص جديد بداخله! قد تكون بعض التغيرات التي تمرين بها متوقعة، وقد يكون بعضها الآخر أكثر إثارة للدهشة. فقد تُصدمين عندما تستيقظين لتجدي جسمك يبدو مختلفًا، ولكن لا داعي للقلق فهذا أمر طبيعي تمامًا!

إذا كنت على وشك استقبال طفل جديد أو تفكرين في الحمل، فاستمري في القراءة لتتعرفي على جميع التفاصيل المهمة في عملية تغيير جسمكِ خلال فترة الحمل.

هل زيادة الوزن أثناء الحمل أمر طبيعي؟

غالبًا ما يكون نمو البطن هو أكثر الخصائص المميزة والملحوظة عند حدوث الحمل. قد يكون لبعض النساء بطون منتفخة صغيرة - تشبه تلك التي قد تظهر بعد تناول وجبة غداء كبيرة - في حين قد تنتفخ بطون الأخريات بشدة لدرجة عدم استحالة ملاحظتها. ونتيجة لذلك، قد تلاحظين أن البنطال الجينز المفضل لديكِ قد ضاق قليلًا أو أن الفستان الذي ارتديته في الصيف الماضي قد بدأ في أن يكون أكثر شبهًا بالبلوزة القصيرة! سيتمدد جسم كل سيدة بشكل مختلف - ففي نهاية المطاف، ستكبر حياة جديدة بداخله!

ومع ذلك، فإن بطنكِ ليست الجزء الوحيد الذي سينمو في جسمكِ خلال فترة الحمل. سيبدأ ثدياك ِفي الامتلاء، وقد تلاحظين أيضًا أنك بدأتِ في اكتساب الوزن في أماكن أخرى، مثل الفخذين والذراعين والمؤخرة - أو أي مكان تتخيلنه!

قد تحبين الطريقة التي يبدأ بها جسمك في التغير، أو ربما يصعب عليك التعود عليه. إذا كان الأمر صعب عليكِ، فحاولي ألا تتوتري كثيرًا بسبب ذلك وتذكري أنه أمر طبيعي تمامًا. فجسمكِ بحاجة إلى زيادة الوزن وتخزين الدهون حتى يتمكن من إنتاج حليب الثدي بعد ولادة طفلكِ. [1] ضعي في اعتبارك أيضًا أن جسمكِ لن يظل هكذا إلى الأبد، وإنما هي مجرد مرحلة مهمة لضمان صحة الطفل. ولكن إذا كانت زيادة الوزن أثناء الحمل تجعلكِ تشعرين بالكسل الشديد، فلا يزال بإمكانك الخروج والقيام ببعض التمارين الخفيفة - فلماذا لا تجربين المشي أو السباحة أو حتى اليوجا في فترة ما قبل الولادة؟

ماذا يحدث للهرمونات خلال فترة الحمل؟

إذا كنتِ تعتقدين أن الهرمونات تؤثر على الدورة الشهرية فقط، فأعيدي التفكير في ذلك! خلال فترة الحمل، ستمر مستويات الهرمونات ببعض التحولات الكبرى، لذلك إذا وجدت أن مزاجك غير منتظم أو متقلب، فقد تعرفين الآن ما السبب!

عندما يتعلق الأمر بالحمل، هناك أربع هرمونات رئيسية:

البروجستيرون

ربما تكونين قد سمعتِ عن هذا الهرمون من قبل عند الحديث عن دورة الحيض، ولكن ما الدور الذي يقوم به خلال فترة الحمل؟ حسنًا، إن هرمون البروجستيرون هو المسؤول الرئيسي عن مساعدة الرحم على التوسع لتوفير مكان لطفلكِ في مرحلة النمو. وعلاوة على ذلك، فإنه يساعد أيضًا على إرخاء الأربطة والمفاصل استعدادًا للولادة.

الإستروجين

هرمون الدورة الشهرية الثاني الذي ربما سمعتِ عنه من قبل هو هرمون الإستروجين. وعلى الرغم من وجوده في جسمك خلال جميع سنوات الإنجاب، إلا أنه يُفرز بكميات أكبر بكثير أثناء الحمل. هذه الكميات الزائدة من هرمون الإستروجين مسؤولة بشكل أساسي عن تخليق الأوعية الدموية التي تمرر العناصر الغذائية الأساسية من الرحم إلى المشيمة.

هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)

حسنًا، نعلم أن هذا الاسم قد يبدو مثل بعض المواد الكيميائية المخيفة في تجربة علمية مجنونة، ولكن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشري (hCG) رائع في الواقع ويلعب دورًا حيويًا أثناء الحمل. فهو مسؤول عن تمرير جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلك للنمو. وهو أيضًا أحد أوائل الهرمونات التي يلتقطها اختبار الحمل! [2]

اللاكتوجين (مولد اللبن) المشيمي البشري (hPL)

ربما قد خمنتِ ذلك من اسمه، ولكن تُنتج المشيمة هرمون hPL، وهو يشبه هرمون hCG إلى حد كبير، ويساعد على تزويد طفلك بالمواد الغذائية كما يحفز الغدد اللبنية أيضًا لإعدادها للرضاعة الطبيعية.

كيف ستؤثر عليكِ هرمونات الحمل؟

والآن بعد أن تعرفتِ على الهرمونات الرئيسية الموجودة خلال فترة الحمل وأدوارها، ربما تسألين نفسكِ عن كيفية تأثيرها عليك عاطفيًا وجسديًا.

فكما تعاني الكثيرات منا من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، فمشاعرنا تتغير كذلك عندما يتغير مستوى الهرمونات. فالحمل ليس استثناءً من ذلك. والتغييرات العاطفية الطبيعية خلال فترة الحمل تشمل تقلُب المزاج والإجهاد والقلق والحزن (على سبيل المثال لا الحصر!).

قد تجدين أن الهرمونات تؤثر عليك جسديًا أيضًا، فقد تصابين بالغثيان الصباحي وتشعرين بالتعب والتورم العام والانتفاخ في جميع أنحاء جسمك. [3]ولكن ليست جميع الأعراض بهذا السوء - فقد تجعلكِ هرمونات الحمل أيضًا تشعرين بالسعادة ! في النهاية، سيتفاعل جسم كل امرأة بشكل مختلف خلال فترة الحمل - مثلما تؤثر متلازمة ما قبل الحيض على كل امرأة بطريقتها الخاصة. وعلى الرغم من أن معظم هذه التفاعلات جزء من عملية الحمل الطبيعية في الجسم، إلا أنه من الجيد دائمًا استشارة الطبيب إذا شعرتِ أن هناك شيئًا ما غير طبيعي.

الإجهاد أثناء الحمل: التعامل مع التغييرات

جميع التغييرات الهرمونية والبدنية قد تجعلكِ تشعرين بالانزعاج قليلاً أثناء الحمل. ومع ذلك، حاولي ألا تدعي هذه المشاعر تسيطر عليكِ! إذا كنت تشعرين بأن عواطفكِ تتسارع أو إذا كنتِ تعانين من أعراض بدنية مثل التورم العام أو الغثيان الصباحي، فإن أفضل شيء يمكنكِ فعله هو تذكر الاعتناء بنفسك (وكذلك طفلكِ الجديد).

فطوال فترة الحمل، أنتِ بحاجة إلى إعطاء الأولوية لتناول الطعام الصحي، وشرب الكثير من الماء، والراحة جيدًا، والحفاظ على النشاط (من خلال ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة). قد يفيدكِ التحدث أيضًا. لا بأس من التعبير عن المشاعر التي قد تشعرين بها خلال هذه اللحظة المهمة من حياتك. فكري في التواصل مع أولئك المقربين منك - سواءً كان شريكك أو والديك أو أصدقائك أو طبيب التوليد.

(حرفيًا!) قد خاضت ملايين السيدات تجربة الحمل وعانين جميعهن من نفس التقلبات العقلية والبدنية - لذا لستِ وحدك في هذا الشعور! وفي نهاية المطاف، فإن التغيير جزء طبيعي من الحياة، فلماذا ينبغي أن يكون جلب حياة جديدة إلى العالم استثناءً؟ وبينما تمضين في رحلتك للتعود على تطوُر حملك، فمن اللطيف دائمًا أن تتذكري أن الأمر يستحق كل هذا العناء!

إذا كنتِ ترغبين في معرفة المزيد عن رحلة الحمل، فانتقلي إلى هذه الصفحات المفيدة عن الإفرازات بعد الولادة وما يمكنك (حقًا) توقعه عند الولادة.

إخلاء المسؤولية الطبية

المعلومات الطبية الواردة في هذا المقال هي مصدر للمعلومات فقط، ولا يجب استخدامها أو الاعتماد عليها لأي أهداف تشخيصية أو علاجية. يرجى استشارة طبيبك للحصول على الإرشادات حول أي حالة طبية معينة.



[المراجع]

[1]  https://www.nhs.uk/pregnancy/related-conditions/common-symptoms/weight-gain/ 

[2]  https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/staying-healthy-during-pregnancy/hormones-during-pregnancy 

[3]  https://www.nct.org.uk/pregnancy/how-you-might-be-feeling/emotions-during-pregnancy

مواصلة القراءة